أخبار الرياضة الروحية في سوريا
فهرس
فهرس
أولا: السفر من عشقوت الى أوتان.
ثانيا: أوتان: الشعب، مؤسساتها (الكنيسة، المدرسة، الزراعة، المواصلات، الخدمات (تلفون، انترنات، كهرباء
ثالثا: الرياضة: مواضيعها، الاعترفات، زيارة المرضى، زيارة المدرسة،
رابعا: رحلة الخميس: حمص، مار الياس، ربلة، مار جرجس.
خامسا: نهار السبت: القداس الصباحي، زيارة حمص، الغداء، والسفر عودةً إلى لبنان.
أولا: السفر من عشقوت، دير مارسركيس وباخوس، الى أوتان، حمص، رعية سيدة النجاة المارونية:
منذُ حوالي الشهر، أي منتصف شتاء 2007، اتصل بي سكرتيره الرئيس العام، ليُعلمني بأني سأذهب الى سوريا، منطقة حمص للقيام برياضة روحية عند الموارنة هناك. بعدها ومنذُ حوالي الـ40 يوماً، استلمتُ من الرئيس العام برنامج الرياضة بحسب ما وضعه مطران حمص الماروني يوسف مسعود.
صباح 26 آذار، الإثنين، انطلقنا من عشقوت ومعي مبتدئين في السيارة. كان مكان التجمع في اللويزة، حيث التقى المبتدئين ومعلمهم (عدد 9) واباء الرياضة: جوزف ابي عون، عبدو انطون، زياد انطون، انطوان الخويري، فادي بوشبل، ونبيل حبشي). سلّمنا على الأب العام سمعان بو عبدو، الذي باركنا وانطلقنا في سبيلنا.
من اللويزة، كان المُلتقى في مطرانية مار مارون، للموارنة، طرابلس، شارع عزمي. من هناك انطلق المبتدئين لقضاء يوم في بشري، بينما انطلقنا نحنُ في سيارة تاكسي وسيارة بونا جوزف ابي عون نحو حمص. كان سائق التاكسي أحمد، علوي، وشاطر بتظبيط الاوراق على الحدود. عندو واسطة. لم نواجه أي أمر غير اعتيادي على الحدود. أول الامر مررنا بنقطة حدود لبنانية، وكنا قدّ ملئنا بعض الادبارات الروتنية، واستعملنا بطاقات الهوية اللبنانية للخروج نحو سوريا. كما واشترينا بعض المال السوري. بعدها توقفنا على نقطي تفتيش سوريتين. إنتظرنا على الثانية حوالي النصف ساعة أو أكثر ليقوم بونا جوزف بمساعدة الشوفير أحمد بتخليص اوراق سيارته.
كانت وقفتنا على الحدود الاجمالية حوالي الساعة من الوقت، او اكثر بقليل، بعدها اتجهنا نحو حمص، التي تبعد حوالي الساعة او اكثر. هناك وصلنا ظهراً، بعدما كنا قد انطلقنا من اللويزة حوالي الثامنة والنصف. علماً أن ساعة لبنان كان قد قدّمت ساعة وبالتالي سبقت ساعة سوريا بساعة واحدة.
في حمص، كان في انتظارنا النائب الاسقفي، واسقف طرابلس الماروني، وكهنة رعايا: عين حلاقين حيثُ كان أ. طوني خويري، البياضة (عبدو انطون). المشرفة (أبي عون)، المرّانة (نبيل حبشي)، أوتان (زياد انطون)، ربلة (فادي بو شبل)، وعزير، في محافظة حمص. في حمص التقينا، ثم تناولنا طعام الغذاء على السريع، وبعدها انطلق كلٌ الى رعيّته، برفقة كاهنها. فكنتُ أنا وبونا نبيل حبشي مع الاب ابراهيم، كاهن رعيتي المرانة (مار جريس) وأوتان (سيدة النجاة). ركبنا في سيارة خطيب ابنت الخوري ابراهيم، وهي هيونداي جديدة نسبياً، وكنا 6 اشخاص في السيارة: السائق ميشيل، خطيب ابنة الخوري، ابنت الخوري محبّة، وابنة اختها الصغيرة ريتا (ويغنجونها "فتوشي")، وفي الخلف: الخوري ابراهيم، أنا، وبونا نبيل حبشي. توجهنا غربي حمص، نحو جبال العلويين، حيثُ تقع أوتان، وبقربها المرّاني. مررنا بضيع علويّة، ترتفعُ فيها أعلام حزب الله اللبناني، وتكثر صور حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد.
تجدر الاشارة الى انو بونا عبدو انطون، طلع برعية قرب النهر البارد بسوريا. بس هوي ابرد منو. فرق تاني انو النهر طلع اطول شي بسيط من عبدو. بس الله العاطي يا بن عامي.
بونا بو عون، اتصل في مرتين بالهاتف عند خوري أوتان، وكتّير الف خيرو سأل، واهتم. لازم نشف-لو اياها بالانتخابات القادمة.
الجدير بالذكر، كثرة السيارات الجديدة، وأغلبها بشكلٍ فاضح من صنع كوري، اعني Kia وهيونداي. وصلنا الى أوتان أولاً وكانت عائلة الخوري في استقبالنا. شربنا القهوة، وناقشنا برنامج الرياضة، ومواضيعها. أنزلتُ أغراضي، الى الغرفة المحددة لي، وهي متصلة بمنزل الخوري، الى الشرق، تصلها بدرج صغير، وبجانبها حمام منفصل. عرض الغرفة أقل من مترين، بشكل تلامس يداي حائطاها اذا ما فتحتهما، وطولها حوالي المترين ونصف. فيها تخت، وشباك، ولمبة. وكتّر خير الله.
بعدها ذهبنا الى المرّاني، حيث نزل ابونا نبيل. وتبعد المراني حوالي الخمسة كيلومترات غرب جنوب أوتان. طريقها جبلي. نزل بونا نبيل في بيت وكيل الوقف، وهو غاية في الفقر، فيها ما يُشبه الحمام، فبقي البونا كل الاسبوع من دون حمّام، منعزل عن العالم الخارجي.
منذُ حوالي الشهر، أي منتصف شتاء 2007، اتصل بي سكرتيره الرئيس العام، ليُعلمني بأني سأذهب الى سوريا، منطقة حمص للقيام برياضة روحية عند الموارنة هناك. بعدها ومنذُ حوالي الـ40 يوماً، استلمتُ من الرئيس العام برنامج الرياضة بحسب ما وضعه مطران حمص الماروني يوسف مسعود.
صباح 26 آذار، الإثنين، انطلقنا من عشقوت ومعي مبتدئين في السيارة. كان مكان التجمع في اللويزة، حيث التقى المبتدئين ومعلمهم (عدد 9) واباء الرياضة: جوزف ابي عون، عبدو انطون، زياد انطون، انطوان الخويري، فادي بوشبل، ونبيل حبشي). سلّمنا على الأب العام سمعان بو عبدو، الذي باركنا وانطلقنا في سبيلنا.
من اللويزة، كان المُلتقى في مطرانية مار مارون، للموارنة، طرابلس، شارع عزمي. من هناك انطلق المبتدئين لقضاء يوم في بشري، بينما انطلقنا نحنُ في سيارة تاكسي وسيارة بونا جوزف ابي عون نحو حمص. كان سائق التاكسي أحمد، علوي، وشاطر بتظبيط الاوراق على الحدود. عندو واسطة. لم نواجه أي أمر غير اعتيادي على الحدود. أول الامر مررنا بنقطة حدود لبنانية، وكنا قدّ ملئنا بعض الادبارات الروتنية، واستعملنا بطاقات الهوية اللبنانية للخروج نحو سوريا. كما واشترينا بعض المال السوري. بعدها توقفنا على نقطي تفتيش سوريتين. إنتظرنا على الثانية حوالي النصف ساعة أو أكثر ليقوم بونا جوزف بمساعدة الشوفير أحمد بتخليص اوراق سيارته.
كانت وقفتنا على الحدود الاجمالية حوالي الساعة من الوقت، او اكثر بقليل، بعدها اتجهنا نحو حمص، التي تبعد حوالي الساعة او اكثر. هناك وصلنا ظهراً، بعدما كنا قد انطلقنا من اللويزة حوالي الثامنة والنصف. علماً أن ساعة لبنان كان قد قدّمت ساعة وبالتالي سبقت ساعة سوريا بساعة واحدة.
في حمص، كان في انتظارنا النائب الاسقفي، واسقف طرابلس الماروني، وكهنة رعايا: عين حلاقين حيثُ كان أ. طوني خويري، البياضة (عبدو انطون). المشرفة (أبي عون)، المرّانة (نبيل حبشي)، أوتان (زياد انطون)، ربلة (فادي بو شبل)، وعزير، في محافظة حمص. في حمص التقينا، ثم تناولنا طعام الغذاء على السريع، وبعدها انطلق كلٌ الى رعيّته، برفقة كاهنها. فكنتُ أنا وبونا نبيل حبشي مع الاب ابراهيم، كاهن رعيتي المرانة (مار جريس) وأوتان (سيدة النجاة). ركبنا في سيارة خطيب ابنت الخوري ابراهيم، وهي هيونداي جديدة نسبياً، وكنا 6 اشخاص في السيارة: السائق ميشيل، خطيب ابنة الخوري، ابنت الخوري محبّة، وابنة اختها الصغيرة ريتا (ويغنجونها "فتوشي")، وفي الخلف: الخوري ابراهيم، أنا، وبونا نبيل حبشي. توجهنا غربي حمص، نحو جبال العلويين، حيثُ تقع أوتان، وبقربها المرّاني. مررنا بضيع علويّة، ترتفعُ فيها أعلام حزب الله اللبناني، وتكثر صور حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد.
تجدر الاشارة الى انو بونا عبدو انطون، طلع برعية قرب النهر البارد بسوريا. بس هوي ابرد منو. فرق تاني انو النهر طلع اطول شي بسيط من عبدو. بس الله العاطي يا بن عامي.
بونا بو عون، اتصل في مرتين بالهاتف عند خوري أوتان، وكتّير الف خيرو سأل، واهتم. لازم نشف-لو اياها بالانتخابات القادمة.
الجدير بالذكر، كثرة السيارات الجديدة، وأغلبها بشكلٍ فاضح من صنع كوري، اعني Kia وهيونداي. وصلنا الى أوتان أولاً وكانت عائلة الخوري في استقبالنا. شربنا القهوة، وناقشنا برنامج الرياضة، ومواضيعها. أنزلتُ أغراضي، الى الغرفة المحددة لي، وهي متصلة بمنزل الخوري، الى الشرق، تصلها بدرج صغير، وبجانبها حمام منفصل. عرض الغرفة أقل من مترين، بشكل تلامس يداي حائطاها اذا ما فتحتهما، وطولها حوالي المترين ونصف. فيها تخت، وشباك، ولمبة. وكتّر خير الله.
بعدها ذهبنا الى المرّاني، حيث نزل ابونا نبيل. وتبعد المراني حوالي الخمسة كيلومترات غرب جنوب أوتان. طريقها جبلي. نزل بونا نبيل في بيت وكيل الوقف، وهو غاية في الفقر، فيها ما يُشبه الحمام، فبقي البونا كل الاسبوع من دون حمّام، منعزل عن العالم الخارجي.
ثانيا: أوتان: الشعب، مؤسساتها (الكنيسة، المدرسة، الزراعة، المواصلات، الخدمات (تلفون، انترنات، كهرباء...)
ايه حمص حمصتك، حما حميتك، وحلب ... فهمك كفاية.
واحد حمصي تزوج مرا بيضا. سلقها. رجع اخد وحدي سودا. قام شواها. بمثل هذه النكة لاحقني ابن الخوري ابراهيم، روفائيل صغير العائلة، عمره حوالي العشر سنوات، مزوح، مرح، ينام على الطريق عندما ينعس، ويحب الاهتمام بالكنيسة، وقرع الجرس، وجدّ شاطر في المدرسة، ولديه ما يكفي من الحشرية لاكتشاف الكون.
أوتان، قرية مارونية صرف. فيها حوالي الـ350 بيت. تشتهر بزراعة التفاح، الكرز، العنب، والزيتون. وتربية الابقار، الغنم والدجاج. فيها ثلاثة برّدات لحفظ التفاح، ومدرسة رسيمية صغيرة، وكنيسة تسع لحوالي الـ200 شخص على اسم سيدة النجاة. بقرب الكنيسة دار للرعية، بطابقين. الطابق العلوي خالص، وفيه ما قلّ من الكراسي البسيطة، ومدفئة مازوت. وصفوف تستعملها الرعية للتعليم المسيحي. تأتي راهبة من الجوار يوم السبت، لتعلّم الاولاد التعليم المسيحي.
الطابق السفلي فيه صالة للرعية، غير جاهزة بعد. ينقصها البلاط، المنجور، والسنكرية، والكهرباء.... مساحتها حوالي عشرين بسبعة امتار، وملحوظ فيها مكان لمطبخ وحمامات.
كنيسة الرعية الحالية عمرها حوالي 95 سنة. معمرّة من حجر البازلت البركاني الاسود، ويكثُر مثل هذه الجحارة في المنطقة ككل. سقف الكنيسة عقد. وجهتها صوب الشرق، ولها بابان جانبيان لجهة الجنوب. وهي الارجح قائمة على انقاض كنيسة اقدم منها.
تشتهر اوتان بأنها نبع وعرين للموارنة في المنطقة، على صغرها.
تربط أوتان بالقرى المجاورة وبنواحيها عدّة طرق، ويُمكن الوصول إليها من ثلاثة معابر، لجهة الشرق (حمص)، لجهة الجنوب (وادي النصارى) ولجهة الغرب. هناك باص نقل مشترك، ملك أوتان، يقوم برحلتين يوميتني الى حمص صباحاً وبعد الظهر. تكثر الدرجات النارية في سوريا، وأوتان، والجرارات الزراعية.
وكل الامور هون بدائية. بس احسن من لبنان بأشياء كتيرة. الكهرباء ارخص، بيدفعوا حوالي الـ8 دولار بالشهر، ومزوتات الشتوية كلها مش بحق مازوت اسبوع واحد بلبنان. والخليوي صاير متوافر بكثرة مع الناس، وسعر الدقيقة حوالي 2 سنت، مقارنةً بـ50 سنت بلبنان. هون الكهرباء ما بتنقطع إلا نادراً. مصروف البيت المقتصد حوالي الـ8 دولار كهرباء بالشهر، بينما يصل مصروف البيت المبحبح لـ12 دولار بالشهر من الكهرباء. علماً انو بلبنان كثير من الناس بيدفعوا 50 دولار اجرة مولد الكهرباء، غير التوصيلات وغيرو بالشهر. أي ما يُعادل مصروف الكهرباء السنوي للبيت العادي بسوريا! مدري على شو لبنان احلى بلد بالعالم، يا شيخ. ما تواخذني.
هون الناس بيروحوا أغلبهم كل ليلة على الكنيسة. ولبسهم محتشم، وضحكتهم عريضة. وبالقليلة ما عندهم عون، ووئام وهاب، وسياسيين الهشك بشك.
وأغرب ما شفتوا هالمرّة بسوريا انتشار الانترنات وصحون الـDISH للإذاعات على السطوح. متل العادة شفت خيمة بدو، شي تعطير، مرقعة مية رقعة، وعليها صحن لاقت، أعني DISH بس ما قدرت صورّها، وإلا كنت بعتلّك صورتها.
ثاني يوم إلي بأوتان، اذا مش غلطان، زرت مدرسة القرية. وكنت اتمشى في القرية صباحاً مع وجهي. المدرسة من برا كثير حلوة، مرتبة. بس على السوري، يعني. مصونة بسور بطول حوالي الـ50 متر، وعرض حوالي العشرين متر، على الطريق العام. وإليها مدخل واحد، وبوابة حديد كبيرة. فيها 31 تلميذ، ومعلمتين دائمتين، ومعلما الفن والانكيزي بدوام جزئي. في المدرسة ستة مستوايات من التلاميذ مجموعين في صفين. وتفتقد المدرسة الى صف الحضانة، وهو على ما فهمت يتطلّب تجهيزات غير متوفرة حالياً، رغم وجود حوالي العشرين طفل في المدرسة يمكنهم ان يستفيدوا من صف الحضانة، اذا ما وجد.
مثل لبنان، يهجر أغلب العيل الشابة والميسورة أوتان، للذهاب الى المدينة (حمص) طلباً للعلم، والوظائف ولحاقاً بالتطور ومظاهره الفتانه.
المنظر من أوتان جميل جداً. من ناحيتها الشرقية، يمكن رؤية حمص، وهي مدينة كبيرة جداً، فيها حوالي 3-4 ملايين نسمة، أي بحجم سكان لبنان. نحو الجنوب، يمكنك اذا ما صفى الجو، التمتع برؤية جبال لبنان العالية، المكسورة بالثلج، وهو منظر غاية في الجمال والهيبة. تكسو الزهور الصفراء حقول أوتان، وأغلبها مدرّجة، مزروعة بأشجار التفاح، الكرز، العرائش، الزيتون، المشمش، اللوز، وغيره...
غير هيك، عائلة الخوري الي نازل عندهم كتير مناح، ولطفاء، عندو البونا 4 بنات، بالحري خمسة: فينوز، ترايز، محبة، نور، مريم ورجاء، بتصور صاروا ستة، ايه الله يزيدهم. وصبيين: ميشيل، ورفائيل. هم آخر العنقود، بس عنقود حرزان، بيعمل مألفية عرق لحالو.
البونا اسمو ابراهيم، وكتير مهضوم ونكاتجي. بتتفق انت واياه، على اساس الساعة 9 مساءً بيكون غفي، وبيعوى كل يوم الساعة 4 من توووووووووت الضو.
الخورية منيحة، مزوقة، واكلها طيب، بس بستعملوا سمنة حموية كتير... وصهورات البونا، واحفادوا غالبا ما بيزروهم، وجحا وأهل بيتو عرس.
ايه حمص حمصتك، حما حميتك، وحلب ... فهمك كفاية.
واحد حمصي تزوج مرا بيضا. سلقها. رجع اخد وحدي سودا. قام شواها. بمثل هذه النكة لاحقني ابن الخوري ابراهيم، روفائيل صغير العائلة، عمره حوالي العشر سنوات، مزوح، مرح، ينام على الطريق عندما ينعس، ويحب الاهتمام بالكنيسة، وقرع الجرس، وجدّ شاطر في المدرسة، ولديه ما يكفي من الحشرية لاكتشاف الكون.
أوتان، قرية مارونية صرف. فيها حوالي الـ350 بيت. تشتهر بزراعة التفاح، الكرز، العنب، والزيتون. وتربية الابقار، الغنم والدجاج. فيها ثلاثة برّدات لحفظ التفاح، ومدرسة رسيمية صغيرة، وكنيسة تسع لحوالي الـ200 شخص على اسم سيدة النجاة. بقرب الكنيسة دار للرعية، بطابقين. الطابق العلوي خالص، وفيه ما قلّ من الكراسي البسيطة، ومدفئة مازوت. وصفوف تستعملها الرعية للتعليم المسيحي. تأتي راهبة من الجوار يوم السبت، لتعلّم الاولاد التعليم المسيحي.
الطابق السفلي فيه صالة للرعية، غير جاهزة بعد. ينقصها البلاط، المنجور، والسنكرية، والكهرباء.... مساحتها حوالي عشرين بسبعة امتار، وملحوظ فيها مكان لمطبخ وحمامات.
كنيسة الرعية الحالية عمرها حوالي 95 سنة. معمرّة من حجر البازلت البركاني الاسود، ويكثُر مثل هذه الجحارة في المنطقة ككل. سقف الكنيسة عقد. وجهتها صوب الشرق، ولها بابان جانبيان لجهة الجنوب. وهي الارجح قائمة على انقاض كنيسة اقدم منها.
تشتهر اوتان بأنها نبع وعرين للموارنة في المنطقة، على صغرها.
تربط أوتان بالقرى المجاورة وبنواحيها عدّة طرق، ويُمكن الوصول إليها من ثلاثة معابر، لجهة الشرق (حمص)، لجهة الجنوب (وادي النصارى) ولجهة الغرب. هناك باص نقل مشترك، ملك أوتان، يقوم برحلتين يوميتني الى حمص صباحاً وبعد الظهر. تكثر الدرجات النارية في سوريا، وأوتان، والجرارات الزراعية.
وكل الامور هون بدائية. بس احسن من لبنان بأشياء كتيرة. الكهرباء ارخص، بيدفعوا حوالي الـ8 دولار بالشهر، ومزوتات الشتوية كلها مش بحق مازوت اسبوع واحد بلبنان. والخليوي صاير متوافر بكثرة مع الناس، وسعر الدقيقة حوالي 2 سنت، مقارنةً بـ50 سنت بلبنان. هون الكهرباء ما بتنقطع إلا نادراً. مصروف البيت المقتصد حوالي الـ8 دولار كهرباء بالشهر، بينما يصل مصروف البيت المبحبح لـ12 دولار بالشهر من الكهرباء. علماً انو بلبنان كثير من الناس بيدفعوا 50 دولار اجرة مولد الكهرباء، غير التوصيلات وغيرو بالشهر. أي ما يُعادل مصروف الكهرباء السنوي للبيت العادي بسوريا! مدري على شو لبنان احلى بلد بالعالم، يا شيخ. ما تواخذني.
هون الناس بيروحوا أغلبهم كل ليلة على الكنيسة. ولبسهم محتشم، وضحكتهم عريضة. وبالقليلة ما عندهم عون، ووئام وهاب، وسياسيين الهشك بشك.
وأغرب ما شفتوا هالمرّة بسوريا انتشار الانترنات وصحون الـDISH للإذاعات على السطوح. متل العادة شفت خيمة بدو، شي تعطير، مرقعة مية رقعة، وعليها صحن لاقت، أعني DISH بس ما قدرت صورّها، وإلا كنت بعتلّك صورتها.
ثاني يوم إلي بأوتان، اذا مش غلطان، زرت مدرسة القرية. وكنت اتمشى في القرية صباحاً مع وجهي. المدرسة من برا كثير حلوة، مرتبة. بس على السوري، يعني. مصونة بسور بطول حوالي الـ50 متر، وعرض حوالي العشرين متر، على الطريق العام. وإليها مدخل واحد، وبوابة حديد كبيرة. فيها 31 تلميذ، ومعلمتين دائمتين، ومعلما الفن والانكيزي بدوام جزئي. في المدرسة ستة مستوايات من التلاميذ مجموعين في صفين. وتفتقد المدرسة الى صف الحضانة، وهو على ما فهمت يتطلّب تجهيزات غير متوفرة حالياً، رغم وجود حوالي العشرين طفل في المدرسة يمكنهم ان يستفيدوا من صف الحضانة، اذا ما وجد.
مثل لبنان، يهجر أغلب العيل الشابة والميسورة أوتان، للذهاب الى المدينة (حمص) طلباً للعلم، والوظائف ولحاقاً بالتطور ومظاهره الفتانه.
المنظر من أوتان جميل جداً. من ناحيتها الشرقية، يمكن رؤية حمص، وهي مدينة كبيرة جداً، فيها حوالي 3-4 ملايين نسمة، أي بحجم سكان لبنان. نحو الجنوب، يمكنك اذا ما صفى الجو، التمتع برؤية جبال لبنان العالية، المكسورة بالثلج، وهو منظر غاية في الجمال والهيبة. تكسو الزهور الصفراء حقول أوتان، وأغلبها مدرّجة، مزروعة بأشجار التفاح، الكرز، العرائش، الزيتون، المشمش، اللوز، وغيره...
غير هيك، عائلة الخوري الي نازل عندهم كتير مناح، ولطفاء، عندو البونا 4 بنات، بالحري خمسة: فينوز، ترايز، محبة، نور، مريم ورجاء، بتصور صاروا ستة، ايه الله يزيدهم. وصبيين: ميشيل، ورفائيل. هم آخر العنقود، بس عنقود حرزان، بيعمل مألفية عرق لحالو.
البونا اسمو ابراهيم، وكتير مهضوم ونكاتجي. بتتفق انت واياه، على اساس الساعة 9 مساءً بيكون غفي، وبيعوى كل يوم الساعة 4 من توووووووووت الضو.
الخورية منيحة، مزوقة، واكلها طيب، بس بستعملوا سمنة حموية كتير... وصهورات البونا، واحفادوا غالبا ما بيزروهم، وجحا وأهل بيتو عرس.
ثالثا: الرياضة: مواضيعها، الاعترفات، زيارة المرضى، زيارة المدرسة.
يوم الاثنين وصلتُ الى القرية بعد الظهر. وكان هناك قدّاس مسائي عند الرابعة والنصف. كنتُ انا في كرسي الاعتراف طوال الوقت، بينما احتفل كاهن الرعية بالذبيحة الالهية، على اساس انا كنت قدّست في عشقوت صباحا. والقيتُ عظة بحسب البرنامج المحدد لنا:
اليوم الاول: مقدّمة عامة للمجمع البطريركي الماروني 2004.
اليوم الثاني: الكنيسة والعائلة،
اليوم الثالث: الكنيسة والشبيبة،
اليوم الرابع: الكنيسة والأسرار،
اليوم الخامس: دور العلمانيون في الكنيسة.
اليوم السادس: ختام الرياضة.
بعد القداس المسائي، التقينا مرّتين في صالة الكنيسة، لسهرة انجيلية. صليّنا وتناقشنا سوية في شؤون كنيستنا وتعاليمها. والشعب في أوتان مثقف نسبياً، وله عزة نفس، ويتحلى بروح النكتة، ومحبته للكنيسة ووطنهم سوريا.
يوم الاثنين بعد الصلاة رزتُ والكاهن بيت أبو ألبير في القرية. وهو كأغلب بيوتها فقيراً. عبارة عن غرفة بابها يفتح الى العراء، رغم الصقيع القارس في أوتان، التي ترتفع حوالي الـ850 متراً عن سطح البحر.
أغلب بيوت القرية، هي كناية عن غرفة مبنية من كلين، أو حجارة باطون، يفتح بابها الى فناءٍ خارجي غير مسقوف. الفقير من البيوت لديه حمام عربي منفصل عن المنزل، وجلسة عربية على الارض (طراريح ومساند). الميسور منها لديه حمام افرنجي، ومياه ساخنة، تدفئة معتبرة، وعدّة غرف متصلة ببعضها بعضا.
3 أيام في الاسبوع قدّسنا صباحاً. الخميس بمفردي، كي استطيع سماع الاعترفات مساءً. والجمعة والسبت مع الرعية. كان اقبال الناس الى الرعية جيد جداً. وأظن أكثرية أهالي القرية تقدّموا من سرّ الاعتراف في هذه الرياضة، وهي علامة خير وبركة.
كانت المواضيع، بحسب رأيي، موفقة. يوم الجمعة، كان هناك قداس صباحي، ومساءً زياح، عظة، درب الصليب. وبعدها ساعة سجود أمام القربان الأقدس، حوالي الثامنة والربع مساءً. السبت كان هناك قداس صباحي، احتفل به الاب نبيل حبشي العائد من المرّاني ذلك الصباح، واشتركت انا وكان الرعية الخوري ابراهيم به. وختم القداس بصلاة بركة الرياضة.
يوم الجمة قبل الظهر، زرتُ وكاهن الرعية مرضاها. مما اتاح لي فرصة دخول العديد من بيوتها والتعرّف الى معانتهم ومشاكلهم عن قريب. إنهم شعبٌ طيّب، فقير نسبيا، غني بإيمانه بالله، ومحبّته للكنيسة والقريب، فرح على بساطته، يُرحبّ بك من دون تكلّف أو تصنُع.
يوم الاثنين وصلتُ الى القرية بعد الظهر. وكان هناك قدّاس مسائي عند الرابعة والنصف. كنتُ انا في كرسي الاعتراف طوال الوقت، بينما احتفل كاهن الرعية بالذبيحة الالهية، على اساس انا كنت قدّست في عشقوت صباحا. والقيتُ عظة بحسب البرنامج المحدد لنا:
اليوم الاول: مقدّمة عامة للمجمع البطريركي الماروني 2004.
اليوم الثاني: الكنيسة والعائلة،
اليوم الثالث: الكنيسة والشبيبة،
اليوم الرابع: الكنيسة والأسرار،
اليوم الخامس: دور العلمانيون في الكنيسة.
اليوم السادس: ختام الرياضة.
بعد القداس المسائي، التقينا مرّتين في صالة الكنيسة، لسهرة انجيلية. صليّنا وتناقشنا سوية في شؤون كنيستنا وتعاليمها. والشعب في أوتان مثقف نسبياً، وله عزة نفس، ويتحلى بروح النكتة، ومحبته للكنيسة ووطنهم سوريا.
يوم الاثنين بعد الصلاة رزتُ والكاهن بيت أبو ألبير في القرية. وهو كأغلب بيوتها فقيراً. عبارة عن غرفة بابها يفتح الى العراء، رغم الصقيع القارس في أوتان، التي ترتفع حوالي الـ850 متراً عن سطح البحر.
أغلب بيوت القرية، هي كناية عن غرفة مبنية من كلين، أو حجارة باطون، يفتح بابها الى فناءٍ خارجي غير مسقوف. الفقير من البيوت لديه حمام عربي منفصل عن المنزل، وجلسة عربية على الارض (طراريح ومساند). الميسور منها لديه حمام افرنجي، ومياه ساخنة، تدفئة معتبرة، وعدّة غرف متصلة ببعضها بعضا.
3 أيام في الاسبوع قدّسنا صباحاً. الخميس بمفردي، كي استطيع سماع الاعترفات مساءً. والجمعة والسبت مع الرعية. كان اقبال الناس الى الرعية جيد جداً. وأظن أكثرية أهالي القرية تقدّموا من سرّ الاعتراف في هذه الرياضة، وهي علامة خير وبركة.
كانت المواضيع، بحسب رأيي، موفقة. يوم الجمعة، كان هناك قداس صباحي، ومساءً زياح، عظة، درب الصليب. وبعدها ساعة سجود أمام القربان الأقدس، حوالي الثامنة والربع مساءً. السبت كان هناك قداس صباحي، احتفل به الاب نبيل حبشي العائد من المرّاني ذلك الصباح، واشتركت انا وكان الرعية الخوري ابراهيم به. وختم القداس بصلاة بركة الرياضة.
يوم الجمة قبل الظهر، زرتُ وكاهن الرعية مرضاها. مما اتاح لي فرصة دخول العديد من بيوتها والتعرّف الى معانتهم ومشاكلهم عن قريب. إنهم شعبٌ طيّب، فقير نسبيا، غني بإيمانه بالله، ومحبّته للكنيسة والقريب، فرح على بساطته، يُرحبّ بك من دون تكلّف أو تصنُع.
رابعا: رحلة الخميس: حمص، مار الياس، ربلة، مار جرجس.
يوم الخميس، وبعد ما كنت قد قضيت كل الاسبوع بقرية أوتان الصغيرة الجبيلة الباردة، تحنن علينا احد الاخوان، ومعو سيارة للشركة، سيارة سكودا للشغل، وعملنا سياحة بعد القداس الصباحي. رحنا جنوبا على دير مار الياس قرب ربلة، مطرح ما هوي بونا فادي بوشبل، وتغدينا على نهر العاصي هونيك، ومن بعدها شربنا قهوة عند بيت عمّو، وعدنا بطريق زراعية كتير حلوي، قرب الحدود اللبنانية، وبعدها اخدنا الاوتوستراد صوب وادي النصارى، وزرنا دير مار جريس، وهونيك بالصدفة، التقيت بأبونا اسحق، وهو يعرف أخي التوم، ميلاد من بيونس إيريس. أورتذكسي. دير مارجريس كتير حلو، ببطن وادي النصارى، وبقربه على المقلب الثاني من الجبل، قلعة قديمة شامخة. يعود القسم القديم من الدير للقرن الخامس ميلادي. كنستو القديم للجيل الـ12، وكنيستو الجديدة عمرها اكثر من 160 سنة.
بعدها عدنا كمان بطريق مختلف جبلي، حرجي، حلو، مع أبو قصّي، وهو رجل حكوجي، مهضوم، وأخبارو مزركشة بروح الدعابة، الطرافة، المبالغة، ونفسها فيه من سير ابو زيد الهلالي. ووصلن على أوتان قبل القداس والصلاة بشوي، وكان الخوري ابراهيم مشغول بالو علينا. وقت القداس انا كنت بكرسي الاعتراف، وتقريبا كل القرية صارت معترفة... كتر خير الله، كل يوم عم بيكون فيه اقبال على الاعتراف اكثر من يوم. والشعب هون كثير منيح، اغلبهم معلّم وفهمان. بس متل ما بتعرف "يحيا البعث!".
يوم الخميس، وبعد ما كنت قد قضيت كل الاسبوع بقرية أوتان الصغيرة الجبيلة الباردة، تحنن علينا احد الاخوان، ومعو سيارة للشركة، سيارة سكودا للشغل، وعملنا سياحة بعد القداس الصباحي. رحنا جنوبا على دير مار الياس قرب ربلة، مطرح ما هوي بونا فادي بوشبل، وتغدينا على نهر العاصي هونيك، ومن بعدها شربنا قهوة عند بيت عمّو، وعدنا بطريق زراعية كتير حلوي، قرب الحدود اللبنانية، وبعدها اخدنا الاوتوستراد صوب وادي النصارى، وزرنا دير مار جريس، وهونيك بالصدفة، التقيت بأبونا اسحق، وهو يعرف أخي التوم، ميلاد من بيونس إيريس. أورتذكسي. دير مارجريس كتير حلو، ببطن وادي النصارى، وبقربه على المقلب الثاني من الجبل، قلعة قديمة شامخة. يعود القسم القديم من الدير للقرن الخامس ميلادي. كنستو القديم للجيل الـ12، وكنيستو الجديدة عمرها اكثر من 160 سنة.
بعدها عدنا كمان بطريق مختلف جبلي، حرجي، حلو، مع أبو قصّي، وهو رجل حكوجي، مهضوم، وأخبارو مزركشة بروح الدعابة، الطرافة، المبالغة، ونفسها فيه من سير ابو زيد الهلالي. ووصلن على أوتان قبل القداس والصلاة بشوي، وكان الخوري ابراهيم مشغول بالو علينا. وقت القداس انا كنت بكرسي الاعتراف، وتقريبا كل القرية صارت معترفة... كتر خير الله، كل يوم عم بيكون فيه اقبال على الاعتراف اكثر من يوم. والشعب هون كثير منيح، اغلبهم معلّم وفهمان. بس متل ما بتعرف "يحيا البعث!".
خامسا: نهار السبت: القداس الصباحي، زيارة حمص، الغداء، والسفر عودةً إلى لبنان.
السبت 31 آذار، سبت أليعازر، إلتقينا وبونا نبيل حبشي صباحاً حوالي الثامنة في أوتان، منزل الخوري إبراهيم، وبعدها ترجلنا الى كنيسة السيدة. حيثُ احتفل بونا نبيل بالذبيحة الإلهية، بنما سمعتُ آخر الاعترفات، وختمنا القداس ببركة الرياضة. كالعادة كانت حسرةُ الوداع ظاهرة على وجوه الحضور، بخاصة المراهقين منهم. أغزر الرّبُ نعمته في قلوبهم، وزرع حبّه في صدورهم. بعد القداس كان لنا فنجان شاي وداعي عند الخوري ابراهيم، حيثُ كان صهره المزمع ميشيل بانتظارنا، ليصطحبنا الى حمص. ودّعنا أوتان، وذهبنا الى مطرانية حمص المارونية، ووصلنا متأخرين عن رفاقنا، عند الساعة الحادية عشرة والعشر دقائق. وضعنا رحالنا وحقائبنا في المطرانية، وسرحنا في شوارع حمص لصرف بعض المال. فأشتريتُ كم كيلو كما، وقمر الدين.... بينما دخل بونا نبيل الى حلاّقٍ محلي ليُساوي دقنه. بعدها زرنا سيدة الزنار في حمص. وبحسب التقليد، يُحفظ فيها زنار السيدة العذراء منذ الجيل الرابع، وكان قد طمره النسيان تحت مذبح الكنيسة، الى ان اكتشف من حوالى 150 سنة، مع ما توفر من وثائق لتثبت صحة التقليد. وزنار السيدة العذراء محفوظ حالياً في مزار قرب كنيسة سيدة الزنار للسريان في حمص.
بعد زيارة سيدة الزنار، التقينا على فنجان قهوة، حوالي الواحدة بعد الظهر في مطعم دار الآغا، في حيّ قديم في حمص. بعدها وافانا على الغداء اساقفة حمص الكاثوليك (موارنة، سريان) والاورتذكس، وممثل عن البروتستنت، ولفيف الكهنة الموارنة، والاباء الوعاظ. وكان غداءٌ مميز، غني على بساطة. بعدها عدنا الى كرسي الاسقف، حيث استقلينا (تسع كهنة وشوفار) سيارتين على طريق العودة الى طرابلس. كانت الامور اقل تعقيداً على الحدود، ولم يتعرّض لنا أحد، بخاصة وأنَّ شوفار التاكسي هو علوي، يعرف طريقه مع حراس الحدود السورية.
في طرابلس دعانا المطران المحلي، المرافق لنا، الى فنجان قهوة. وبعدها توجهنا الى دير سيدة اللويزة. حيثُ وصلنا حوالي السادسة والنصف. واكملنا صلاة المساء مع اباء الدير. بعدها تناولتُ طعام العشاء في اللويزة، وتلفتنا في أرجاء الكنيسة الجديدة في المبنى الجديد، التي كانت تُعدّ لاحتفال الشعانين، في الصباح. ومن اللويزة اكملتُ طريقي الى وادي بنحليه الشوف، حيثُ احتفلتُ صباح الشعانين في القداس والزياح في مار مخايل.
السبت 31 آذار، سبت أليعازر، إلتقينا وبونا نبيل حبشي صباحاً حوالي الثامنة في أوتان، منزل الخوري إبراهيم، وبعدها ترجلنا الى كنيسة السيدة. حيثُ احتفل بونا نبيل بالذبيحة الإلهية، بنما سمعتُ آخر الاعترفات، وختمنا القداس ببركة الرياضة. كالعادة كانت حسرةُ الوداع ظاهرة على وجوه الحضور، بخاصة المراهقين منهم. أغزر الرّبُ نعمته في قلوبهم، وزرع حبّه في صدورهم. بعد القداس كان لنا فنجان شاي وداعي عند الخوري ابراهيم، حيثُ كان صهره المزمع ميشيل بانتظارنا، ليصطحبنا الى حمص. ودّعنا أوتان، وذهبنا الى مطرانية حمص المارونية، ووصلنا متأخرين عن رفاقنا، عند الساعة الحادية عشرة والعشر دقائق. وضعنا رحالنا وحقائبنا في المطرانية، وسرحنا في شوارع حمص لصرف بعض المال. فأشتريتُ كم كيلو كما، وقمر الدين.... بينما دخل بونا نبيل الى حلاّقٍ محلي ليُساوي دقنه. بعدها زرنا سيدة الزنار في حمص. وبحسب التقليد، يُحفظ فيها زنار السيدة العذراء منذ الجيل الرابع، وكان قد طمره النسيان تحت مذبح الكنيسة، الى ان اكتشف من حوالى 150 سنة، مع ما توفر من وثائق لتثبت صحة التقليد. وزنار السيدة العذراء محفوظ حالياً في مزار قرب كنيسة سيدة الزنار للسريان في حمص.
بعد زيارة سيدة الزنار، التقينا على فنجان قهوة، حوالي الواحدة بعد الظهر في مطعم دار الآغا، في حيّ قديم في حمص. بعدها وافانا على الغداء اساقفة حمص الكاثوليك (موارنة، سريان) والاورتذكس، وممثل عن البروتستنت، ولفيف الكهنة الموارنة، والاباء الوعاظ. وكان غداءٌ مميز، غني على بساطة. بعدها عدنا الى كرسي الاسقف، حيث استقلينا (تسع كهنة وشوفار) سيارتين على طريق العودة الى طرابلس. كانت الامور اقل تعقيداً على الحدود، ولم يتعرّض لنا أحد، بخاصة وأنَّ شوفار التاكسي هو علوي، يعرف طريقه مع حراس الحدود السورية.
في طرابلس دعانا المطران المحلي، المرافق لنا، الى فنجان قهوة. وبعدها توجهنا الى دير سيدة اللويزة. حيثُ وصلنا حوالي السادسة والنصف. واكملنا صلاة المساء مع اباء الدير. بعدها تناولتُ طعام العشاء في اللويزة، وتلفتنا في أرجاء الكنيسة الجديدة في المبنى الجديد، التي كانت تُعدّ لاحتفال الشعانين، في الصباح. ومن اللويزة اكملتُ طريقي الى وادي بنحليه الشوف، حيثُ احتفلتُ صباح الشعانين في القداس والزياح في مار مخايل.
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home